Would you like to react to this message? Create an account in a few clicks or log in to continue.



 
HomeالبوابةLatest imagesRegisterLog in

 

 المصير

Go down 
5 posters
AuthorMessage
haneen
مشرفة
haneen


Female
عدد الرسائل : 302
العمر : 33
Localisation : palestine
تاريخ التسجيل : 2007-05-02

المصير Empty
PostSubject: المصير   المصير Icon_minitimeWed Jul 18, 2007 6:15 pm

كاتبة فلسطين الصغيرة:قصة قصيرة تجسد الصراع بعنوان (المصير) تستحق القراءة
"المصــــــــــــــــــــير...."

يركضان بسرعة ملهوفة بين أزقة المدينة، يدخلان بي إلى معبر كبير ثم قاعة لا أدري محتواها وما هيّتها، عيناي معصوبتان بقطعة قماش اسود، لا ادرك سوى مصير مجهول في كل لحظاتي، يقفان بصمت في مكان ما، يركلان بي إلى الأرض، أجثم على ركبتاي، ينزعان العصبة بشدة عن وجهي، بتململ افرك عيناي التي انهارت من شدة همجية الفاعل، بصعوبة شديدة استطيع تدارك ما حولي، أنا بين ألواح جسمية تحيط بي في كل مكان، جميعهم بطبيعة حالهم مسلحين، أفتّل نظري على الوجوه، جميعهم ملثمين، كما والرجلان اللذان اختطفاني، في صدر المخزن الكبير الذي وجدت نفسي طريحاً فيه، ووراء مكتب حديدي عنيف الملامح، يجلس القائد أو كما يقولون " البيج بوس"، ينظر إليّ بحقد ملامحه، يوجه اليّ سلاحه ويصرخ بي:" ما اسمك؟" ، لا تهتز لمشاعري شعرة من جسدي، أرفع رأسي عالياً لانتبه أنه مجرد " تعالو لهم بالصوت ليغلبوكم"، يستشيط غضباً من موقفي، يسحب قسمات سلاحه ويقترب من عيناي وينظر بهما، أبحلق به كما وأنني أحارب نمراً أو أسداً، لا ترمش عيناي لحظة، ويحاول هو أن يحافظ على ثباته، فجأة يكسر الموقف ويصرخ، خذوه واحتجزوه وكالكلاب عاملوه، اثنان آخران يأتيان لي، ويشدان بمعصمي الى غرفة مظلمة صغيرة. أيد فلسطينية هي، مع أنها الآن عدوتي، إلا أنها هي من حملت السلاح وقاتلت الاحتلال، هي من صنعت الزجاجات الحارقة، وأعطبت الدبابات، هي من قاسمت جسدي ثوراته، لكنها الآن تستبيح دماء الأشقّاء، يخطفوني وأنا من حزبٍ شقيق اختلف في فكري وتوجهي ولكن أتوجه معهم في دمائهم وانتمائهم وفلسطينية هويتهم، ليل الغرفة المظلمة يختلف عن الليل الذي يشع فيه نور القمر على سطح بيتي، وانا جالسُ مع زوجتي وبيدي ابنتي، تغفو تارة، وتركل النوم من عينيها تارة أخرى، ماذا تفعلان الآن؟ أتعلمان أنني اختطفت بأيد حزبية معادية؟ آه ماذا فعلنا بأنفسنا؟ إلى أي مدى وصل وطننا وشعبنا، تحولنا من قتال الأعداء، إلى قتال الإخوان... الاحتلال يقتلنا ونحن نقتل بعضنا، والقدس تبكينا وترثينا. ليل طويل العذاب، يليه نهار، لا يختلف عن سابقه، جاء اليّ ثلاثة رجال فكّوا عني قيودي المصنوعة من الحبال واستبدلوها بأقفال وجنازير حديدية، وضعوني وسط المخزن وجلسوا حولي وبدؤوا يتناولون طعام الفطور، وأنا انظر إليهم،واشعر بحسرتي، وعصافير بطني تعاني معي، والقائد بنظراته الحاقدة ينظر اليّ، وقد أعدنا مشهد الأمس، انظر بعينيه ويبادلني النظرات، كسر موقفنا رنين هاتفه النقال، يرد بصوته الخشن:"نعم، ايوة. الساعة الثانية عشر؟ نعم، انتظرك"، يبتسم لي ابتسامة استهتار ويقول:" أريد أن أجعلك مشهوراً، ستظهر اليوم في التلفاز، لكن ارجو منك ان تحلق لحيتك الطويلة هذه، هه!". مواقفي الصامدة دائماً تتحدث عني دون أي حراك، وبلا مبالاة استمع كلامه، ولست افهم شيئاً.
دقت الساعة الثانية عشر، دقيق المواعد هو الزائر، يفتح باب المخزن الحديدي، ويدخل رجل يلبس لباس اسود، ونظارات سوداء،معه آلة تصوير فيديو، يتحادث مع القائد قليلاً، وبقية العناصر الملثمين يعملون كخلية النحل لتحضير المكان للتصوير، حائط ملئ بشعارات حزبهم، أعلام تخلو من علمنا الفلسطيني ترفرف في زوايا المشهد، وصور قادتهم الراحلين والمقيمين تتصدر الحائط، يترتب الملثمون في الصورة ويركلوني إلى الأرض واجثم على ركبتاي، وتبدأ عملية التصوير، يخرج القائد ورقة ويبدأ بالصراخ: " ..... وإننا من هنا نعلن مسؤوليتنا عن اختطاف قائد كتاب عمر بن الخطاب، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية القائد : " علي الأحمد"، والعين بالعين والسن بالسن"، ينتهي التصوير، ويضرب الرجال أكفهم بنجاح خطتهم، ما هي إلا ساعات وينتشر شريط التصوير في المحطات والإذاعات المحلية والعربية، بالفعل أصبحت مشهوراً كما قال لي القائد، يا لها من شهرة جعلت رأسي في الأرض، محت جميع ثوراتنا وجعلت الناس ينظرون إلى إرهاب الإخوان، تناست مجازرا وقف فيها الشعب سلاحاً واحداً يضرب في عمق الاحتلال، الآن حزبي يدافع عني، وها هو أنزل بياناً يستنكر الذي يحصل ويطالب الحزب المعارض بالإفراج عني، .... ثمانية شهداء في غزة بين الحركتين...، مسلحون يطلقون النار على باص أطفال تابع لمؤسسات مجتمعية، حرق محلات تجارية في مدن الضفة،.... تناسوا القضية واستذكروا صراع الأحزاب، تناسوا أهداف الحرية، واشتدوا على نقاط القوة والضعف في أجساد الضعفاء والفقراء.
استنشق أنفاس ضعفي الآن، ليس لأني مهزوم أمام سلاح المعارض، ولكني أرتجف مع نبضات قلبي التي تهتف باسم أحبتي، أهتف باسم ضميري وضمير من صنع ثورتي، تمر اللحظات ليتعدى بها الخطف مدة الأسبوع، بقرار القيادي الكبير يتم الإفراج عني، " انه درسٌ قاسٍ لحزبك، تهديد رقم 101"، هذا ما قاله عندما بحلق في عيني كعادته، أستغرب فيه جرأته في مواجهتي مع أنه الخاسر دائماً!.
بفرحة عارمة يهنئني الجميع بسلامتي، ويطمئنوني بان الرد قادم، لا أعرف ان كنت موافقاً أو معارضاً للرد، أذلوني، وكرامتي أصبحت لديهم رصاصة انتهى مفعولها، ولكنني أرفض استمرار القتال، لا أجد مفراً من الواقع، حرب الأحزاب... الاخوانية، لا أجد سبيلاً للهروب، لا أعرف كيف أتصرف مع الموقف، علمتني الحياة الكثير، لكن هذه التجربة لخصت حياتي في أسطر صغيرة.
أحداث دامية تشهدها ساحة الصراع الفلسطينية، والأمور تزداد سوءاً، اتهامات علنية على شاشات التلفزة، وتبادل العرض لمواهب العدوانية، في ظل الصراعات الداخلية، تهتز الدبابات الإسرائيلية مجتاحة إحدى مدن القطاع، تفتك بالصغير والكبير، والطائرات العدوانية تطلق النار على كل شيء يتحرك، بيوت تدمر، ومدارس تقصف، قذائف ورصاصات لا تفرق بين انتماءات الشعب، فالتهمة هي فلسطيني، وذلك كاف حتى تسرق الرصاصة منه روحه!.
" عقاب الإرهاب"، هكذا كان اسم الحملة الإسرائيلية على القطاع، ومن كان الإرهابي في هذه الحملة؟، الطفل الرضيع في حضن أمه، والطفلة العمياء في سريرها الصغير، الرجل العجوز على باب بيته، وأطفال يلعبون كرة القدم في الحارة،... وكم هي الأمثلة صعبة وكثيرة، تنتهي حملة الاحتلال وفي داخل القطاع، ما يكفي من الجراح تركت، والبيوت في الأحياء الشعبية قد تهدمت، والمصانع احترقت، والمحال التجارية سلبت ونهبت همجية الاحتلال في كل لحظة، هي البطل في قصص العدوان!.
لا صمت على ما فات، لا بد من الرد السريع، ليس بردي على خطفي بل على الاعتداء على أبناء شعبنا، أحمل سلاحي وأجهز نفسي للهجوم، بحكمة سديدة يهيئني أصدقائي لأن أكون القنبلة التي تنفجر في قلب العدو، أسير في طريقي متخف بريء يشبه طابع الإسرائيليين على الحاجز، أنتظر دوري لأدخل إلى الأراضي المحتلة، تستوقفني تلك النظرات من بعيد، إنها نفس النظرات التي عرفت الهزيمة وما زالت تكرر المحاولة، انه القائد الذي خطفني، متخف مثلي في زيٍّ إسرائيلي، ينتظر دوره لدخول الأراضي المحتلةـ ابتسمت له لأول مرة، وردها لي بالأحسن، اجتزنا الحاجز بسلام، ومضينا سوياً،وابتسامات النصر تجمعنا، والأمل الممزوج بالعزيمة والإصرار في قلوبنا، مضينا سوياً بوحدة أخوية وطنية...، لحظات قليلة وخبر شهادتنا تتصدر الإذاعات والمحطات الفضائية:

".... الوحدة الحزبية الفلسطينية تتبنى العملية...."


كاتبة فلسطين الصغيرة
7/3/2007
منقول
Back to top Go down
اميره الغرام
مشرفة
اميره الغرام


Female
عدد الرسائل : 475
العمر : 32
Localisation : القاهره
Emploi : القرأه وركوب الخيل
Loisirs : طالبه
تاريخ التسجيل : 2007-05-15

المصير Empty
PostSubject: Re: المصير   المصير Icon_minitimeSat Sep 08, 2007 10:21 am

انا فى الاول كنت مش فاهمه حاجه
بعد كده وضحت الرؤيه
بس بجد
جامده جدا
ومؤثره جدا
ميرسي يا قمر على التألق الدائم
Back to top Go down
ملاك الحب
عضو بدأ يشتغل
عضو بدأ يشتغل
ملاك الحب


Female
عدد الرسائل : 90
العمر : 30
Localisation : في قلب حبيب قلبي هيثم
Emploi : الاعــــلام والتأليف والرقص
Loisirs : بنوووووته ستايل
تاريخ التسجيل : 2007-09-23

المصير Empty
PostSubject: Re: المصير   المصير Icon_minitimeSat Nov 10, 2007 2:42 pm

ثانكس ياقمررررررر على مجهودك في انتظار المزيد من التالق
Back to top Go down
https://haytham-saeid.mam9.com
yousra
المشرف العام
yousra


Female
عدد الرسائل : 903
العمر : 34
Localisation : morocco
Emploi : الغناء
Loisirs : student
تاريخ التسجيل : 2007-07-14

المصير Empty
PostSubject: Re: المصير   المصير Icon_minitimeSat Nov 10, 2007 5:08 pm

ميرسي يا قمر Very Happy
Back to top Go down
https://haytham-saeid.mam9.com
ALH
عضو جامد اوى
عضو جامد اوى
ALH


عدد الرسائل : 536
تاريخ التسجيل : 2007-09-04

المصير Empty
PostSubject: Re: المصير   المصير Icon_minitimeSat Nov 10, 2007 7:42 pm

شكرا اوي.
Back to top Go down
 
المصير
Back to top 
Page 1 of 1

Permissions in this forum:You cannot reply to topics in this forum
 :: الباب العام :: باب القصص والروايات-
Jump to: