ميريام فارس بنظر الفنانين والملحنين

تهوى الفن منذ صغرها، ففي التاسعة من عمرها تخرجت من برنامج "المواهب الصغيرة" على شاشة تلفزيون لبنان بميدالية ذهبية عن فئة الرقص الشرقي، ثم تقدمت إلى برنامج "ستوديو الفن" وبعد ذلك درست أصول الغناء الشرقي لمدّة 4 سنوات في الكونسرفتوار الوطني اللبناني، لتشترك بعد ذلك في مهرجان الأغنية الشعبيّة اللبنانيّة وفي برنامج "ستوديو الفنّ" عن فئة الأغنية الشعبيّة اللبنانيّة وقد فازت عن محافظة الجنوب بعد أن غنت للفنانة الكبيرة نجاح سلام، واستطاعت أن تلفت إليها الأنظار.

بعد ذلك فازت بشهادة الدكتور وليد غلميّة عن ثلاث محافظات هي "الجنوب، وبيروت، وجبل لبنان"، وقد أنتجت شركة ميوزيك ماستر ألبوم الفنانة الجديدة الذي حمل عنوان "ميريام". وقد قدمت ميريام أغنية "أنا والشوق" على طريقة الفيديو كليب الذي ظهرت من خلاله وهي تؤدّي رقصات باليه متقنة وتلاه البوم ثاني بعنوان "ناديني".. عن ميريام واراء الفنانين والملحنين والنقاد بها كان للها هذا الاستطلاع.

بداية قال الفنان محمد عبده إن النهج الذي يفترض أن يسير عليه الفنان هو ما تيسَّر للمطربة اللبنانية ميريام فارس. "هي تعرف كيف تستغل كل قدراتها لتصل إلى تحقيق النجاح.

وميريام فارس فنانة تمتلك الصوت الجميل الذي يسكن الوجدان بسهولة، إضافة إلى تميز أدائها في كل ماتقدمه من فن تطريبي سواء كان شرقياً أو غربياً.

ويضيف عبده: إن أداءها لأغنية "وما شي برحتك وناديني" يدل على أنها على دراية بجميع المقامات الموسيقية وهذا يعزز مكانتها كمطربة نتوقع لها مقارعة نجوم الساحة الغنائية في العالم العربي.

ويقول عبد المجيد عبد الله: "ميريام فنانة تتميز بذكاء وسياسة عميقة في اختيار أغانيها وهذا يدل على أنها تنظر إلى مدى بعيد من أجل تحقيق أهدافها الفنية وهذه الناحية قل ما تتوافر في فناني الساحة العربية في الوقت الراهن. لديها أيضاً أسلوب مغاير في طرح أغانيها على طريقة الفيديو كليب والذي جعل لها قاعدة جماهيرية ليست بالبسيطة على مستوى العالم العربي. لا زلت أتذكرها عندما ظهرت في "ستديو الفن" وتم حصولها على المركز الخامس وتوقعت لها مستقبلاً جيداً في الساحة الغنائية العربية".

من جهته أبدى الملحن ناصر الصالح رأيه في المطربة الشابة ميريام فارس فقال عنها إنها مطربة تحاكي جمهور العصر للأغنية المتطورة وتلامس ما يعاني منه المجتمع في الوقت الحالي في ظل الصراع الذي يعيشه العالم العربي عموماً.

"وبما أنها مطربة لبنانية من الطبيعي أن تعيش الواقع السائد على أرض لبنان الجريح، وذلك ينعكس على إحساسها كفنانة تنتمي لوطنها وتحمل داخل وجدانها حبه والانتماء إليه." ومن الناحية الفنية قال الصالح أن ميريام مطربة لم تأتِ من خلال صناعة إحدى الجهات الفنية التي تعنى بتقديم العديد من الجميلات والشباب الأكثر وسامة بل انطلقت من خلال قاعدة صلبة وثقافة فنية مما جعلها تقدم الإستايل الغربي، إلى جانب تقديم اللون الشرقي وهذا يدل على قدراتها وإمكانياتها العالية في الجانب الفني الغنائي. ويضيف أنها تتفوق على زميلاتها المطربات بحضورها الرائع وأسلوب التعبير من خلال توظيف إحساسها في أداء اللحن وإيصاله للمتلقي.

ويرى الملحن صالح الشهري أن ميريام فارس تعد من الفنانات المميزات والنخبويات في هذه الفترة الزمنية من عمر الفن الغنائي العربي، عطفاً على ما تمتلكه من قدرات وإمكانيات قلما تجدها لدى المطربات العرب في الوقت الحالي. هي أيضاً تمتلك لوك جيداً وهذا ما يميز ظهورها في الفيديو كليب وهو الجانب المهم لإيصال العمل الغنائي للجمهور. ومن أبرز ما قدمت مريام فارس العديد من الأغاني التي لاقت رواجاً وقبولاً لدى النقاد والمتلقين العرب أغنية "واحشني إيه"، و"ناديني"، و"ماشي براحتك"، وغيرها من الأغاني التي لازال يرددها الجمهور العربي.

ويشير الشهري إلى أن المرحلة القادمة ستكون عصر ميريام. "لذا نستطيع القول بأنها فنانة شاملة تمتلك قدرات مختلفة في مجال الغناء والتمثيل ولديها إحساس عالٍ يمكنها من جذب وإقناع المتلقي دون تكلف".

وقال الملحن الدكتور عبد الرب إدريس إن ميريام فارس لغة جديدة للطرب في الوقت الحالي وهذا ما يندر وجوده في المطربات اللواتي ظهرن مؤخراً على ساحة الغناء العربي عموماً.

ويشير إدريس أن اختيار ميريام فارس للقيام بالمسرحية الغنائية "هالة والملك" كبديلة للمطربة الرائعة صاحبة الحنجرة الفضية "فيروز" يعد وساماً تتشرف به كل فنانة تعيش المرحلة الحالية في الساحة الفنية. "فالعمل المسرحي الغنائي ليس بالمشروع السهل الذي يرتاده المطرب كونه يجمع كل الجوانب الفنية والأدبية ويحاكي الجمهور بشكل مباشر من على خشبة المسرح، إضافة إلى أن ميريام فنانة مثقفة وعلى خلق جيدة في تعاملها مع زملائها وجمهورها في العالم العربي."

الفنان طلال سلامة قال: إن ميريام فارس شخصية جميلة من حيث التعامل والقيمة الفنية أيضاً. جمهورها لا يقتصر على اللبنانيين بل استطاعت أن تصل وبسرعة إلى كل جماهير الأقطار العربية منذ ظهورها الأول بعد أن تم طرح أول ألبوم لها في الساحة الغنائية العربية حيث سجلت حضورا لافتاً، ليس لأنها تمتلك مقومات جمال خارقة وتهتم باختيار ما يناسبها من أزياء ملفته لعين المتلقي بل لأنها تعد من الفنانات القلائل اللواتي يمتلكن ثقافة جيدة في العديد من الجوانب الفنية. هي أيضاً فنانة متمكنة في التمثيل وهذا ما جعل جميع ما تصوره من أغان بطريقة الفيديو كليب يترك أثراً وبصمة لدى المتابعين لجديد الفيديو كليب". "أرى إن ميريام أضافت لمسة جديدة على شكل ولون الأغنية العربية في الوقت الراهن".

من جهته، أكد الملحن محمد شفيق أن ميريام فارس فنانة لها أسلوب غير مسبوق وفَّر لها النجاح والتميز لتظهر كمطربة عصرية تستطيع إقناع النقاد والملحنين والمستمعين. "ليس هذا بغريب على الشعب اللبناني الذي عرف بقوة ما يقدمه من فنانين يمتلكون رافداً فنياً استطاعوا من خلاله إيصال الفن والأدب اللبناني للعالم. الفن في الوقت الراهن ليس صوتاً فقط بل هناك جوانب عديدة لابد من توافرها ومن خلالها يستطيع الفنان الوصول إلى النجاح ومن ثم الدخول في المنافسة في دائرة النجومية وما ذكرته وجدته متوافراً لدى الفنانة ميريام فارس".

الاعلامي وجدي الحكيم يؤكد أن مثل هؤلاء النجمات وما يقدمنه حالياً لا يصلح لأجيالنا لأن لهن جمهوراً مختلفاً يحب الرؤية فقط ولا يهتم بالصوت وبالتالي فتقييمنا لها لن يضرها ولن ينفعها، فالاهتمام الاساسي حالياً "أصبح للفيديو كليب فقط.. وليس للألبوم الذي كنا نتنظره قديماً لعبد الحليم وأم كلثوم بفارغ الصبر حتى نسمع ما به من كلمات تطرب لها الآذان، وأنا أقول أن الخطأ ليس عند ميريام أو غيرها لكن عند المنتجين الذين يقومون باستخدامهن بهذه الطريقة ويدمرون موهبتهن ويظهرون مفاتنهم أمام الجمهور.

الموسيقار هاني مهني يبدي رأيه في ميريام ويقول: استطاعت ان تثبت نفسها خلال فترة قصيرة وسط تكدس غير عادي للمطربات، ولا يمكن لأحد منصف أن ينكر أنها مطربة مقبولة من الممكن أن تنقصها بعض الأشياء مثل التأني في اختيار أغانيها وعدم التسرع فيها لأنها مطربة موهوبة واستطاعت أن تحظى بقبول جماهيري في كل أنحاء الوطن العربي ولو استطاعت ميريام أن تهتم بالمحتويات الكاملة للأغنية ستصبح أهم نجمة على الساحة وينبغي أن تختار منتجين يهتمون بالكلمة، بالإضافة إلى الجانب التجاري.

وفي اعتقادي ان كل المطربات الموجودات على الساحة يتم استغلالهن لتقديم الاثارة لكنهن موهوبات بالفعل والدليل على ذلك النجومية التي حصلن عليها خلال فترة قصيرة والتي ينبغي ان ندفن رؤوسنا في الرمال، حتى لا نراها.

نقيب الموسيقيين منير الوسيمي يشير إلى أن ميريام فارس تواجه مثل غيرها من المطربات الجدد بعض الصعوبات منها عدم نجاح الالبومات بسبب قلة الاقبال عليها من الجمهور لأن الانترنت يوفر الشريط قبل نزوله، وثاني الصعوبات وجود اكثر من مطرب كل يوم على الساحة سواء كان جيداً أم رديئاً وبالتالي أصبح عليها أن تتجه إلى تقديم الاغاني الاستعراضية حتى تجد لها مكاناً وسط هذا الزخم الكبير من المطربات المصريات، لكن في اعتقادي انها ستغير من طريقة ادائها في الفترة المقبلة لأنها صاحبة حركة متميزة ودمها خفيف.

الملحن اللبناني سمير صفير يقول عن ميريام فارس: "هي فنانة استعراضية وصوتها جميل وتستطيع أن تؤدي الأغنية الشعبية بإتقان وتملك موهبة في أداء الرقص التعبيري وتتمتع بليونة في جسمها. إلا أنها لم تحقق النجاح المدوي بعد فهي تحتاج إلى أن تعمل على تطوير نفسها أكثر. والمميز في شخصية ميريام أنها إنسانة طموحة وتصغي إلى النقد بإهتمام كبير وهذه نقطة تحسب لها. ومن جهتي أرى أن ميريام فارس تحتاج إلى منتج كبير يساعدها على تنفيذ عمل استعراضي كبير ومتقن من كل النواحي كي تبرز موهبتها فيشكل جيد إذ لا يكفي أن تقدم كل سنة ألبوماً وكليبات مثل غيرها من المغنيات لأنها تملك مواصفات خاصة بها ويجب دعمها وتطويرها في الإطار الصحيح. وأخيراً يؤكد سمير صفير أن ميريام فارس فنانة روحها جميلة ومثابرة وتطمح إلى الأحسن وأتنمى لها النجاح الكبير.

الشاعر الغنائي طوني أبي كرم يقول بدوره: "أول عمل غنائي قدمته ميريام فارس كان ألبوم "أنا والشوق" الذي تضمن 8 أغنيات سبعة منها من كلماتي وبصراحة أعتبر أن أغنية "أنا والشوق" باتت عنواناً ملتصقاً باسمها وحتى اليوم ورغم نجاح الأغنيات التي قدمتها لكنها لا تزال داخل عباءة هذه الأغنية وأنا أطالبها بالعودة إلى هذا النمط الغنائي الذي احبها من خلاله الجمهور خصوصاً أنها صاحبة أسلوب غنائي استعراضي يميزها عن الفنانات الموجودات على الساحة العربية.

الإعلامية يمنى شري قالت عن ميريام فارس: "هذه الفنانة لديها أسلوب خاص بها ولا تشبه أحداً على الساحة الغنائية بدءا من شكلها الخارجي وصولاً إلى أدائها الغنائي والاستعراضي والفن الذي تقدمه بعيد عن الابتذال. وأنا أحب أغنياتها الإيقاعية إنما أعتقد أنها يمكن أن تصبح أكثر انتشاراً ونجومية مع مرور الوقت.